قالت دبلوماسية إمارتية تعمل في
جامعة الدول العربية إن الأمين العام للجامعة عمرو موسى أصدر
قرارًا تعسفيًا بالتحقيق معها ثم نقلها إلى وظيفة أدنى من التي كانت تشغلها،
وحرّض حارسًا شخصيًا له على التحرش بها جنسيًا، بسبب مقال كتبته تنتقد
فيه الأسلوب الذي تُدار به الأمور داخل المنظمة الإقليمية التي يبلغ عمرها
نحو 65 عامًا. ونشرت السفيرة ظبية خميس مقالاً تعرض فيه كتاب "جامعة الدول
العربية.. ماذا بقي منها؟" تأليف كوكب نجيب الريس، والصادر عن دار رياض
الريس للنشر في بيروت. وتقول خميس إنه وعلى خلفية هذا المقال "جن جنون
موسى وسلط رجاله للتحرش بي جنسيًا".وكوكب
دبلوماسية متقاعدة كانت تعمل في الجامعة العربية. تقول في كتابها
"عندما التحقت بجامعة الدول العربية في مايو 1981 ووطأت قدماي ارض تونس
المقر "المؤقت" انذاك للجامعة (اثر انتقالها من القاهرة المقر الدائم وفق
المادة العاشرة من الميثاق) نصحني الكثيرون من الدبلوماسيين العرب الذين
كانوا معتمدين في تونس -وكنت بدرجة سكرتير ثان- ان اقرأ مليا واكثر من
مرة كتاب الزعيم الفلسطيني الراحل احمد الشقيري عن جامعة الدول العربية وعنوانه..
"كيف تكون جامعة. وكيف تصبح عربية؟" الصادر عن "دار بوسلامة للطباعة
والنشر والتوزيع - تونس". موسى
يقول إنه لا يريد
التجديد في منصبهوأضافت
الريس تقول "استغربت
يومها من العنوان جدا. وعندما قرأت الكتاب لم اتخيل
ابدا
انه سيأتي يوم -ولو في الالفية الثالثة- لن تبقى فيه جامعة وتضحي فيه
"قزما
دبلوماسيا" كما وصفها رئيس الوزراء المغربي الراحل عبد اللطيف
الفيلالي
في كتاب صدر له قبل وفاته بأشهر بالفرنسية بعنوان "المغرب والعالم
العربي".
اتهامات بالتحرش
والتخبّط
وتسائلت
ظبية كيف يفكر موسى "فى رئاسة 80 مليون مصرى وهو الذى فشل فى قيادة 400
دبلوماسى
واداري عربي داخل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية".
ولم
يشر موسى إلى رغبته في الترشح لانتخابات رئاسة
الجمهورية في مصر من قبل،
فيما يراه كثير من المصريين
المعارضين الراغبين للتغيير نموذجًا بديلاً
حسبما
يظهر على شبكة الإنترنت في المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، أو في
الانتخابات الافتراضية التي تجريها الكليات والمنظمات الحقوقية.
وتقول
ظبية إن موسى يمنح الصلاحيات للدبلوماسيين المصريين
حتى لو لم يكونوا أهلاً
لما يحصلون عليه، فيما يشهر
كافة الدبلوماسيين العرب داخل المنظمة
بالتمييز
والمهانة.
وألقت خميس الضوء على أن موسى "عين حارسه
الشخصي
دبلوماسي في المراسم مهمته التنكيل بالنساء
العربيات داخل الجامعة". فيما
اعتبر الدبلوماسيين
الذين وجدهم في الجامعة عندما جاء إليها أمينًا عامًا
"مماليكاً
له"، وأنه سلط على رقابهم "طاقمًا من أعوانه وحرسه الذين جلبهم
معه
وهو الذي شتمهم في الصحف حين ما جاء غازيا مقر الجامعة وناعتا إياهم
بالكراج
والمتخلفين والجهلة وكأنه يمن عليهم بمنصبه الجديد الذي ما كان
لينوله
لولا تقدير الرؤساء العرب لسيده ومولى نعمته"، على حد قولها في
رسالة
أرسلتها إلى "الأزمة".
وقالت إنه وعلى خلفية مقالها
الذي نشرته
"أزاحني (موسى) من منصبي كمديرة إدارة إلى
إلحاقي بمسمى وظيفي تابع لإدارة
شئون الأفراد دون
توصيف وظيفي. كما أحالني إلى لجنة تحقيق غير نظامية قام
مديرها
بالتجسس على مراسلاتي الشخصية والـ"فيس بوك" تفتيشًا عن تهمة".
وأوضحت
أن موسى بعد ذلك كله "سلط أعوانه عليَّ ومنهم حارسه الشخصي المفصول من
الداخلية،
والذي عيّنه في المراسم حيث عطل أعمالي. وعند مناقشته تعدّى
عليَّ
بالسب والقذف وشتم دولتي".
جولة
مع عمرو موسى داخل
جامعة الدول العربيةوتساءلت
ظبية عن "أي غزة
يتحدث موسى وهو الذي قاطع قمتها وقمة الدوحة؟"، وقارنت
بين
موقفه "وهو الذي يذهب على حساب الجامعة للقاء الرئيس الإسرائيلي شيمون
بيريز
سنويًا في روما" وبين موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الذي
هاجم بيريز في منتدى دافوس على الهواء مباشرة، كما سمح بإطلاق سفن مساعدات
إلى غزة من بلاده.
مطالب
بالتحقيق
وطالبت
ظبية
"الرئيس (المصري) حسني مبارك بفتح ملفات موسى في الجامعة والتحقيق
معه
وإقالته من الجامعة لإساءته إلى سمعة مصر بسلوكياته الإدارية
المبتذلة".
كما
طالبت "رئيس القمة القائد العقيد (الليبي) معمر القذافي
بمحاسبة
موسى لتجاوزاته وفساده الإداري وفشله في مهامه".
وأشارت
خميس
إلى أن الأمين العام "دمر قطاع التوثيق في
الطابق الأرضي من الجامعة وحوله
إلى حمامات ومطاعم"،
منوّهة إلى مسئوليته عن "خلع رخام الجامعة العربية
ليستبدله
ببلاط حمام رخيص ومبتذل".
ولم يتسنَّ الحصول على
تعقيبٍ من
الجامعة العربية حول هذه الاتهامات.
وظبية
خميس دبلوماسية وشاعرة
وروائية إماراتية، درست
العلوم السياسية والانثروبولجيا في لندن وواشنطن،
قبل
أن تعمل صحفية مطلع الثمانينات في مجلة "الأزمنة العربية" ثم نائبة
لرئيس
تحرير مجلة "أوراق"، وبعد ذلك انتقلت لتشغل منصب مديرة البرامج
الثقافية
في تلفزيون دبي.
ولخميس تسعة أعمال مترجمة منشورة،
وسبع
دراسات، وأربعة مجموعات قصصية وسبعة عشر ديوانًا
شعريًا. وتقول في سيرتها
الذاتية إنها من صمم شعار
دولة الإمارات العربية المتحدة عند استقلالها.